يتكئ بظهره الى الحائط الملطخ بالالوان ..
حبات عرقه اصبحت مجاري مائيه جافه ..
ووجهه اشبه بحفرات ترابيه عميقه قد مر فوقها مجاري وطبقات ..
اجتاحتها زلازل وانقاض ومدافن .. تحمل ألوان باهته
قد هدأ وهيجها بعد ان جف ماؤها وسكنت وشوشها من امطار الفرشاه !!
يرفع وجهه لاعلى الحائط الذي استغرق كثير من الوقت حتى يتخطاه ..
كأنه حاجز من حطين .. ثم هوى ك سور غرناطه !!
لم يكن مجرد سور يرسم عليه جداريه لاحد الزبائن ..
بل كان حاجز من الذكريات
يجب صنفرته ومعجنته ثم تلطيخه وتلضيم جروحه بالابيض
قبل ان يشرع فى الحرب اللونيه العظيمه !!
ما الذي اتى به فى هذه الحقبه وهذا العمل الغريب عليه !!
كان يرسم بلا مقابل ثم اعتزل حينما هانت اقلامه وحُرمت .. فاختزلها فى حجره لعينه له وحده !!
يشرب الشاي الخامس له اذا ف الساعه تشير الى الخامسه عصراً ..
وسط العمال لا يميزه اى شئ غير قله حديثه ودوشاه الموسيقيه وعينيه..
حديثهم يلهيه عن نفسه قليلا ..
اغلب الحديث عن "النسوان والمشاكل والنكت القبيحه والتريقه والنميمه"
بلوريتارياهم عبثيه على عبثيه وجودهم ..
ورائحتهم كما حولهم كأنهم العدم نفسه..
وشكلهم افضل حالاً منه !!
فى طابق بعيد منعزل ربما التاسع .. يجلسون .. يعملون بكد ويأكلون بكد وينتهون بكد
نسي امر الكتب وان ظلت فى حقيبته .. هرب مما اهتم .. عله يلتقط انفاسه !!
لم ينتهي يوماً منه .. وان منه قد هلكت تقريباً !!
تصعقه نبضات فيروز على انغام كوبين لتخبره بانه ليس الوحيد فى هذا العالم
ليس فذاً ولا الاكثر وجعاً .. لكن ربما اصبح هشاً للغايه !!
ماذا فعل لاي شئ .. لم يفعل ولن يفعل
ليس لانه لا ينتمى للعالم .. ليس لانه مقهور .. مظلوم .. موجوع
ليس لان المؤامرات الكونيه والكواكب والالهه قد اجتمعت لتصب غضبها عليه ..
ربما فقط السبب الوحيد لكل هذا .. انه شخص احمق للغايه
يسب كل عقبه بدلاً من ان يمر فوقها ..
يقف عند كل شخص كأنه مسكن لا محطه ..
يهتم بالتفاصيل التى عاشها حراً .. فقبلته سجيناً فى اعتم سجونها !!
لم يتم شيئاً .. لم ينتظر احداً .. لم يفقد مشاعره ابداً !!
تباً للغربه .. تباً للبشر .. تباً للالوان !!
يلا يا اسطى علشان نمشي ..